سورة البلد - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البلد)


        


ثم بَيَّن ما هي فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} ما اقتحام العقبة. قال سفيان بن عيينة: كل شيء قال: {وما أدراك} فإنه أخبر به، وما قال: {وما يدريك} فإنه لم يخبر به. {فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {فكَّ} بفتح الكاف، {رَقَبةً} نصب، {أو أطْعَمَ} بفتح الهمزة والميم على الماضي. وقرأ الآخرون {فكُّ} برفع الكاف، {رقبة} جرًا، {أو إطعام} بكسر الهمزة، فألف بعد العين، ورفع الميم منونة على المصدر.
وأراد بفك الرقبة إعتاقها وإطلاقها، ومن أعتق رقبة كانت فداءه من النار.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان، حدثنا أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني ابن الهادِ، عن عمر بن علي بن حسين، عن سعيد بن مرجانة قال: سمعته يحدث عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار، حتى يعتق فرجه بفرجه».
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أبو منصور السمعاني، أخبرنا أبو جعفر الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا محمد بن كثير العبدي، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السُّلمي، عن طلحة بن مصَرِّف اليامي، عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علِّمني عملا يدخلني الجنة، قال: «لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتِق النسمَة وفكَّ الرقبة»، قال: قلت: أَوَلَيْسَا واحدًا؟ قال: «لا عتق النسمة: أن تنفرد بعتقها، وفكُّ الرقبة: أن تعين في ثمنها، والمِنْحَة الوَكُوفُ وأنفق على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكفَّ لسلانك إلا من خير».
وقال عكرمة قوله: {فكُّ رقبةٍ}، يعني فك رقبة من الذنوب بالتوبة {أو إطعامٌ في يوم ذي مسغبة}، مجاعة، يقال: سَغَب يَسْغُب سَغْبًا إذا جاع.


{يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ} أي ذا قرابة، يريد يتيمًا بينك وبينه قرابة. {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} قد لصق بالتراب من فقره وضره. وقال مجاهد عن ابن عباس: هو المطروح في التراب لا يقيه شيء. والمتربة مصدر تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَبًا وَمَتْرَبَةُ إذا افتقر. {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} بين أن هذا القُرَب إنما تنفع مع الإيمان. وقيل: {ثم} بمعنى الواو، {وَتَوَاصَوْا} أوصى بعضهم بعضًا، {بِالصَّبْر} على فرائض الله وأوامره، {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} برحمة الناس. {أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المَشْئَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} مطبقة عليهم أبوابها، لا يدخل فيها رَوْح ولا يخرج منها غم. قرأ أبو عمرو، وحمزة، وحفص: بالهمزة هاهنا، وفي الهُمَزَة، وقرأ الآخرون بلا همز، وهما لغتان، يقال: آصدت الباب وأوصدته، إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى الهمز المطبقة وغير الهمز المغلقة.

1 | 2